تم النشر فى : الخميس، 17 أغسطس 2017
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK

مثقفون يدعُون لإنشاء ”محكمة تفتيش” للحجر على الروائى الجزائرى رشيد بوجدرة ..

مثقفون يدعُون لإنشاء ”محكمة تفتيش” للحجر على الروائى الجزائرى رشيد بوجدرة ..




الوطن العربى اليومية - الجزائر ، الفجر ..

منذ حواره الأخير، الذي أجراه معه أحد المواقع الإخبارية الإلكترونية الجزائرية، وصورُ الروائيّ رشيد بوجدرة تتصدّر صفحات ما تبقّى من جرائد وطنية، كأنّ هناك بوادر معركة قادمة تلوح في الأفق الثقافي الجزائري الذي كثيرا ما كان باعثا على الحسرة والألم المُميت، أبطالها مثقفون ومتثاقفون، وأحيانا أدعياءُ منافقون؟!.
في الظاهر يبدو للمتابع أنّ المعركة جديدة لكنّها، في حقيقة الأمر، معركة قديمة بأسلحة قديمة وصدئة.
عندما يتحدث صاحب ”ألف عام وعام من الحنين” عن خلافاته وآرائه إزاء بعض المثقفين والروائيين، فهذا من حقّه، وهو حرٌّ في ذلك على طول الخط، ذلك أنّ عالم الأفكار ينمو باختلافها وتنوُّعها، وليس بتشابهها وتطابقها، ولو تطابقت الأفكارُ، لفقدت الحياةُ سببًا من أسباب وجودها.


يعتبرُ الروائيُّ رشيد بوجدرة أنّ ألدّ خصومه كان صاحب ”اللاز” ومؤسّس جمعية الجاحظية الروائيّ المرحوم الطاهر وطار، وأنّ أمين الزاوي كاتبٌ سيّئ، لأنّ ”لغته الفرنسية ضعيفة جدا، ومليئة بالأخطاء”، وأنّ ”بوعلام صنصال حاقدٌ على الجزائر بشكل رهيب”، وأنّ كمال داود ”كتب رواية عن ألبير كامو يُبرّر فيها موقفه الذي كان ضد استقلال الجزائر”، وأنّ ”سعيد خطيبي كاتبٌ فاشل ومأجور”..
ولا شك أنّ هذه المجموعة من الروائيين تُشكّل فقط نواة قائمة أولية بأسماء أولئك الذين يختلف معهم رشيد بوجدرة تحت ذرائع مختلفة، ولا يهمُّ هنا الحفر وراءحقيقة تلك الذرائع التي لا يعرف كنهها سوى بوجدرة وإلهه، الذي يؤمنُ أو لا يُؤمنُ به.. والغريب في حكاية بوادر الحرب القادمة، أنّ من انبروا لها ليكونوا حطب نارها المشتعلة، يُمثّلون أسماء لم  يُشر إليها رشيد بوجدرة في حواره، لا من قريب ولا من بعيد، حيث راح الروائيُّ بشير مفتي يُعلّق على الشبكة العنكبوتية، بأنّ بوجدرة كاتبٌ منتهي الصلاحية، لكونه ”ابنُ مرحلة سياسية وثقافية معيّنة، وللتاريخ هي ثقافة وصلت إلى حدودها القصوى”، هكذا يكنسُ بشير مفتي رشيد بوجدرة صاحب ”الحلزون العنيد” من العملية الإبداعية برمّتها..
ويكتبُ الناقد محمد العباس ”رشيد بوجدرة يمركز ذاته في قلب المشهد الثقافي الجزائري ويوزّع الاتهامات على مجايليه”.
لكنّ الأغرب في حكاية ردود الأفعال هذه، هو ما كتبه رفيق محمد طيبي ”من واجب المثقفين التعاونُ لكتابة رسالة مستعجلة تحمل أكثر من ثلاثين توقيعا، تكون سرية المحتوى (لا تُقدَّم لوسائل الإعلام) فيها مطلبٌ وحيدٌ وملحٌّ يُوجَّه للروائيّ الكبير رشيد بوجدرة، بهدف ثنيه عن محاورة أيّ وسيلة إعلامية وعدم المشاركة في أيّ ندوة داخل أو خارج الوطن، نظرا للأخطاء الفادحة، التي صار يرتكبها ولتساهله حين يتعلّقُ الأمر بالتقليل من جهود الآخرين، بما يجرح صورة الثقافة الجزائرية ويُحبط من عزيمة الجيل الجديد الذي يرى فيه قدوة”. هذا الكلام يُحيلنا بالتأكيد إلى محاكم التفتيش التي عانت منها أوربا في مرحلة القرون الوسطى، حين كانت الكنيسة ورجالاتها يُلاحقون مخالفيهم، وينصبون لهم المشانق في كلّ مكان.
عندما كان الروائيّ الطاهر وطار، رحمه الله، يُطلق نيرانه ”الصديقة”، وغير الصديقة في كلّ اتجاه، قبل سنوات من الآن، انتفخت أوداج بشير مفتي وراح رفقة كثير من الروائيين الشباب يُعلنون الحرب على صاحب ”اللاز”، بدعوى أنّه يحارب المستقبل، لأنّه يُمثّل الماضي الذي يأبى أن يرحل، وهم الغد الذي لم يجد فرصته للقدوم ببشائره..
وفي الحقيقة، لم تكن تلك المعارك حول ”الأدب الاستعجالي” سوى الشجرة التي تُخفي الغابة، لأنّ الساحة الثقافية في الجزائر مريضة بأهلها، فلا الذين يَدَّعُون تمثيلهم ”المستقبل”، هم حقيقةً أشعّةُ النور البكر البريئة، ولا خصومهم الذين يُمثّلون ”الماضوية”، بزعمهم، هم اللّيلُ الثقيلُ الذي أرخى سدوله، ولكنّ القصة وما فيها، هي أنّ هؤلاء وأولئك يبحثون عن مواقع أقدام جديدة لدى قارئ مفترض، وهذا ليس عيبًا، إنّما العيبُ يكمن في استخدام السكاكين الصدئة والخناجر المسمومة، وتلك لعمري، وسائل المرضى من المتثاقفين في كلّ عصر ومصر.

الناشـر :

الناشـر مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK على 9:00:00 م. فى باب . يمكنك متابعة أخبارنا وموضوعاتنا والتعليق عليها من خلال الدخول إلى RSS 2.0. ، فأهلاً بك

للحصول على نسختك الورقية من هنا ، إضغط هنا لطباعة الصفحة

اترك الرد

تفضل بوضع تعليقك هنا وأهلا بك وتعليقك الملتزم المحترم

Translator of WA Daily Newspaper

للحصول على نسختك الورقية من هنا

الارشيف

الشاعر دكتور علاء الدين سعيد وقصيدته "المأساة عربية" من حفل ديوانه قافلة العودة بمعرض القاهرة للكتاب

ديوان " قافلة العودة " للشاعر د. علاء الدين سعيد ، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023م

الآن بالمكتبات الكُبرَى ومنافذ التوزيع ديوان "قافلة العودة" للشاعر د. علاء الدين سعيد

الحمـلة العالميـة لمقاومـة التطبيـع مع العدو

حركة مقاطعة إسرائيل "بي دي اس" (حركة مقاطعة العدو الصهيوني)

تحويل العملات ، وأسعار الصرف

كاريكاتير

إشترك وتابع قناة دكتور علاء الدين سعيد، على يوتيوب

إشترك في نشرتنا البريدية عبر بريدك الإلكترونى ليصلك جديدنا

تفضل بوضع بريدك الكترونى هنا ثم اضغط ثم قم بتفعيل اشتراكك من خلال بريدك الأكترونى

Delivered by FeedBurner