تم النشر فى : الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK
الدعم الصهيونى لانفصال كردستان تجسيد لرؤية الكيان التوسعية في المنطقة
تُثير الحماسة 'الإسرائيلية' الزائدة في تأييد انفصال إقليم كردستان العراق عن الدولة الأم الكثير من التساؤلات ؛ فعلي الرغم من أن هناك علاقات قديمة تربط الكيان الغاصب بالإقليم ؛ إلا أن الدعم الصهيوني الكبير المُقدم لهذه الخطوة المرفوضة بصورة شبه جماعية من البلدان المجاورة يضعه في دائرة الشبهات ، وفق ما يري مراقبون.
وفي السياق، اعتبر أستاذ العلاقات والقانون الدوليين د. علاء أبو عامر ما يحصل مؤشراً علي اختلال المعايير، وانعدام القيم التي تحفظ الحقوق ككل لا يتجزأ.
وخلال حديث لمراسل وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء 'إرنا'، قال 'أبو عامر'، :' إن من يرفع علم دولة احتلال ؛ فهو يؤيد احتلال شعب آخر ، وبالتالي فهو لا يمكن أن يكون شعب حر (..) الحرية مبدأ لا يقبل التقسيم ، وعلي من يسعي وراء نيلها تجنب السقوط في الاختبار من خلال التماهي ، والانفتاح علي من يسلبون هذا الحق من أناس آخرين كما تفعل إسرائيل مع الفلسطينيين منذ عقود'.
وأضاف الأكاديمي الفلسطيني، 'لا يمكن بأي حال من الأحوال فهم رفع العلم الإسرائيلي من قِبل أشخاص يتطلعون إلي تقرير مصيرهم، هؤلاء لا يستحقون الاستقلال بالتأكيد'.
وتابع 'أبو عامر' القول، :'إن معارضتنا لما يجري ليست نوعاً من التطرف في الآراء ، كما أنها ليست عدائية تجاه الأكراد في العراق ؛ ولكن لا يمكننا فهم هذا الحرص الإسرائيلي علي تحقيق الانفصال إلا في سياق التحضير لمرحلة أخطر بلا شك ستدفع المنطقة بأكملها ثمنها بما فيها فلسطين'.
وأردف قائلاً، :' كردستان المستقلة لن تخرج عن التصور الذي توقعه يفغيني بريماكوف في كتابه تشريح الصراع في الشرق الأوسط؛ فهي ستكون بمثابة إسرائيل ثانية ، وستتحول إلي منصة خاصة بالصهاينة لضرب استقرار الأمة العربية والإسلامية'.
وتضرب 'إسرائيل' عرض الحائط بقرار الأمم المتحدة رقم 3236 الصادر عام 1974، القاضي بالتأكيد علي الحقوق الثابتة لشعب فلسطين ، لا سيما حقه في تقرير مصيره.
وبرغم مرور كل هذه السنوات ؛ إلا أن الاحتلال مستمر ، وآخذ في تكريس وجوده فوق الأرض الفلسطينية المغتصبة وسط صمت دولي مطبق ، وعجز رسمي عربي يتجه نحو التحول إلي تطبيع علني مع الكيان المعتدي.