تم النشر فى : الخميس، 14 أبريل 2022
الناشر : مؤسسة الوطن العربى الإعلامية - لندن ، المملكة المتحدة . WA MEDIA FOUNDATION - LONDON, UK
الأستاذة أميمة العشماوى، تكتب : التفاؤل خلق دينى غائب نريد عودته
الوطن العربي اليومية - لندن..
التفاؤل هو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث وتوقع أفضل النتائج ولذلك بنى الإسلام عقيدته على أساس العقل السليم والمنطق القويم فى دراسة الأمور والبعد عن التردد الذى هو أول درجات الفشل ..
التفاؤل هو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث وتوقع أفضل النتائج ولذلك بنى الإسلام عقيدته على أساس العقل السليم والمنطق القويم فى دراسة الأمور والبعد عن التردد الذى هو أول درجات الفشل ..
إن التفاؤل هو حسن الظن بالله وتوقع الخير وهو صفة المؤمنون الذين علموا علم اليقين أن الأمر بيد الله وحده ، فمن الأفضل إحياء خلق التفاؤل الذى أصبح غائبا من حياتنا اليومية خاصة فى ظل مايعيشه المجتمع حاليا من نشر الشائعات على أن الغد لايحمل خيرا قط وفى ظل ذلك يأتى الخوف من الغد دون أن نترك الأمر كله لله فبيده كل شىء .
ولنعلم جيدا أن التفاؤل هو من طبيعة المؤمن ويعد علامة على حسن توكل العبد على الله وليس التواكل كما يظن البعض كما أنه دليل على قوة الإيمان فهو طاقة إيمانية تبعث على الأمل والسعادة وإتقان العمل والأخذ بالأسباب وترك نتائجها على الله .
إن واقع الأمة اليوم ومانحن فيه من محن وأزمات يستدعى فعلا أن نتمسك بالتفائل لأنه يعيد الهمة ويضىء الطريق ويصنع به الرجال مجدهم ويرفعون به رؤسهم فهو نور وقت شدة الظلمات ومخرج وقت إشتداد الأزمات ومتنفس وقت ضيق الكربات وبه تحل المشكلات وتفكك المعضلات وهذا ماحدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تفاءل وتعلق بربه فجعل الله له من كل المكائد والشرور فرجا ومخرجا فارسولنا الكريم من صفاته التفاؤل وكان يحبه ويكره التشاؤم ولذلك لو تتبعنا مواقفه صلى الله عليه وسلم فى جميع أحواله فسوف نجدها مملوءة بالتفاؤل والرجاء وحسن الظن بالله ومثال لذلك تفاؤله فى غزوة بدر على قلة عدة وعدد المسلمين بالنسبة للكفار ولكن إنتصر عليه السلام بتفاؤله بحسن الظن بالله ومع علمنا بكل ذلك فنرى بعض الناس عندها خوف كبير من المستقبل وربما استعانوافى تفسير مايغيب عنهم بأمور تبعث على التفاؤل مرة وتبعث على التشاؤم مرة أخرى وهو مايوصلهم إلى القلق النفسى والذى يؤل بصاحبه إلى الأمراض النفسية الخطيرة من إهتزاز الشخصية أو الإكتئاب أو الخوف من المستقبل وبالتالى اللجوء إلى السحرة والدجالين وهم كثيرين وإذا تفشى ذلك فى أفراد الأمة أضعفها وجعلها عرضة للتخلف والإنحدار وقد وضع الإسلام منهجا يعين المسلم على إكتساب صفة وفضيلة التفاؤل فهو إنعكاس فكرى ونفسى لحسن ظن المؤمن بربه ووقود شعورى لكل طاقات الإنسان لينال مبتغاه من الحياة وفى النهاية نجد أن التفاؤل أفضل سلاح يعين الإنسان على مواجهة الأزمات وتخطيها وتحقيق الآمال والأهداف العظام من أجل هذا كان النبى يحب التفاؤل كذلك نبى الله يعقوب لم يعرف اليأس طريقا لقلبه سبيلا رغم عظم المصاب فكان متفائلا بلقاء ولده فقال لبنيه : ( اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولاتيأسوا من روح الله إنه لاييأس من روح الله إنه لاييأس من روح الله إلاالقوم الكافرون )
ولذلك فإن قواعد الإسلام وأصول الشريعة أن يكون الحزن إستثناء حتى لاتلازمهم حالة اليأس وتتغلب عليهم النظرة التشاؤمية .